أصبحت التجارة الإلكترونية بوقتنا الحالي هي الخيار الأول في عالم البيع والتسوق نظرًا لمميزاتها العديدة التي تمنحها للبائع والمشتري، فهي تساعد أصحاب المشاريع الصغيرة وأيضًا العملاقة على الانتشار والدخول إلى أسواق عديدة، وبالتالي تحقيق المزيد من المبيعات في وقت قياسي.
لقد كان لجائحة كورونا “COVID19” دورٌ كبيرٌ في تسريع حركة التجارة الإلكترونية وازدهارها بشكل مطرد في السنوات الأخيرة، حيث ساعدت على تغيير سلوك المستهلكين وأدى ذلك إلى زيادة الوعي بأهمية التجارة الإلكترونية، تفيد المؤشرات أن مبيعات التجزئة العالمية عبر الإنترنت بلغت ما يقرب خمسة تريليون دولارًا عام 2021، ومن المتوقع أن تتجاوز سبعة تريليون دولار بحلول عام 2025 ، والإحصائيات تؤكد أن 95% من المشتريات ستكون من خلال الإنترنت بحلول عام 2040، وهذا يوضح أن التوجه نحو التسويق الرقمي أصبح أمرًا مُلحًا على جميع الشركات والقطاعات.
التجارة الإلكترونية تتلخص في أي عملية بيع أو شراء للمنتجات أو الخدمات عن طريق الإنترنت، ومادام حديثنا عن الانترنت فبالتأكيد هناك مميزات وصلاحيات عديدة سيكتسبها صاحب المشروع التجاري، فيمكن أن نلخص أهمية التجارة الرقمية في ضوء:
من أهم مميزات التجارة عبر الإنترنت، السماح للوصول لقاعدة جماهيرية كبيرة من العملاء من خلال قنوات رقمية عديدة، مما تسمح للشركات من توسع نطاق أعمالها، وتمكنها من بيع منتجاتها أو خدماتها لأي مكان دون التقيد بمناطق أو حدود جغرافية معينة.
واحدة من أبرز عيوب التسويق التقليدي والتجارة الـ offline هي صعوبة معرفة رأي الجمهور حول مستوى المنتج أو الخدمة المقدمة، وعدم القدرة على تحديد الأرقام الدقيقة الخاصة بالحملات الإعلانية، وهذا ما وفرته التجارة الإلكترونية بسهولة، حيث أصبح من السهل تتبع وتحليل الآثار الرقمية للمستخدمين، ومعرفة مدى رضاهم عن الخدمة المقدمة، كما يمكن دراسة رحلة المستخدم بأكملها لمعرفة المزيد عن احتياجات العملاء، وبالتالي يمكن التخطيط لاستراتيجيات التسويق والبيع التي تساعد على تطوير الصورة الذهنية للعلامة التجارية.
بالرغم من أن التجارة الإلكترونية تساعد على التوسع والانتشار والوصول لشريحة كبيرة من الجمهور، إلا أنها تساعد على وصول المنتج أو الخدمة للجمهور المهتم بها، من خلال التقنيات الخوارزمية القوية التي توفرها، فتساعد هذه الاتصالات المستهدفة أصحاب الأعمال التجارية على تحقيق المزيد من المبيعات من خلال إظهار المحتوى الأكثر صلة لكل زائر.
عندما نتحدث عن أهمية التجارة الإلكترونية فلابد أن نتطرق للجانب المادي أو التكلفة، فالقاعدة التقليدية للربحية تشير بأن “الربح الكثير يتطلب إنفاق الكثير من الأموال للوصول لأكبر عدد من الجمهور”، ولكن مثل هذه القاعدة تبطل في حالة التوجه الرقمي والاعتماد على التجارة الإلكترونية.
فالبيع عبر الإنترنت يساهم في خفض تكاليف بدء التشغيل، ولا يحتاج لمكان فعلي أو متجر مادي ملىء بالإنارة والعمال، ولا يتطلب إنفاق الأموال على الدعاية التقليدية.
الأشخاص عمومًا لا يشعرون بالراحة الكافية عند تقييدهم بوقت أو مكان معين للحصول على المنتج أو الخدمة الذى يرغبون بها، فالتجارة الإلكترونية أتاحت للمستهلكين التسوق على مدار اليوم لمدة 365 يومًا بغض النظر عن جداولهم الزمنية، وليس هناك الحاجة إلى الخروج من المنزل، مع توفر اختيارات كثيرة للدفع.
بالرغم من الطفرة الكبيرة التي أحدثتها التجارة الإلكترونية على صعيد التجارة العالمية، إلا أن مازال هناك تحديات تواجهها، من أبرزها:
لكى تضمن تحقيق المبيعات من خلال متجرك الإلكتروني عليك في البداية أن تبنى جسور الثقة بينك وبين المستهلك، وأول خطوة عليك اتخاذها هو توفير الأمان والحماية القوية لخصوصية عملاءك باستخدام الأمن السيبراني، فإذا لم تؤمّن عميلك ضد الانتهاكات فهناك احتمال كبير بخسارة فئة كبيرة من الجمهور لن تغامر ببياناتها الشخصية لشراء منتجاتك.
كثيرًا ما يقوم المستهلكين بإضافة المنتجات لعربة التسوق ثم تفريغها مرة ثانية دون إتمام الشراء، صعوبة هذا التحدي يكمن في عدم معرفة السبب الأساسي وراء قيامهم بتفريغ العربة، فهل العميل واجه صعوبة في عملية الدفع، أو راودته شكوك بخصوص أمان بياناته نتيجة تفعيل عملية الدفع الإلكتروني، أو أن هناك نقص في المعلومات الخاصة بالمنتج أو الخدمة ويريد أن يعرف المزيد عنها؟
جميع الاحتمالات يجب وضعها في عين الاعتبار، ويمكن التوصل لحل هذه المشكلة عن طريق التواصل مع المستخدم الذي غادر عربة التسوّق ولم يتمم الشراء من خلال التواصل معه من خلال رسائل عبر بريده الإلكتروني الذى أدخله عند التسوق، ومعرفة السبب الذى دفعه لتفريغ عربة التسوق، مع العمل على حل المشكلة من خلال تقديم خصومات أو قسيمة شراء خاصة به، وذلك بهدف تحسين الخدمة وجعل زيارة الموقع أسهل وأفضل مستقبلًا.
من السهل الوصول لعملاء وتحقيق مبيعات من خلال متجرك الإلكتروني، ولكن من الصعب الاحتفاظ بعملائك الحالييين لأطول فترة ممكنة.
الاحتفاظ بالعملاء أمرًا حيويًا وهذه واحدة من أبرز التحديات التي تواجه التجارة الإلكترونية، لكي تبني ولاء عميلك وتجعله مرتبطًا بعلامتك التجارية دون الانجذاب للمنافسين، فعليك امتلاك خدمة عملاء قوية لديها القدرة على التواصل مع عميلك وإقناعه والرد سريعًا عليه، وإمداده بكافة المعلومات التي يحتاجها، بالإضافة لتوفير خدمات ما بعد البيع، وإمداد هؤلاء العملاء بالعروض وأهم الأخبار بشكل حصري عن طريق الرسائل النصية والبريد الإلكتروني.
أصبحت التجارة الإلكترونية واحدة من أكثر المجالات تنافسية، فصارت محل جذب لأصحاب المشاريع الصغيرة والضخمة، نتيجة سهولة استخدام المنصات الإلكترونية وقلة تكلفتها، بالإضافة لتوفر خيارات كثيرة للتفاعل والتسوق مما يساعد على زيادة المبيعات.
لذلك عليك أن تتفوق على منافسيك وتسبقهم بخطوة بحيث أن تكون مختلفًا عنهم من خلال دراسة السوق المستهدف، وإجراء تحليل شامل (SWOT) فهذا يسمح لك بتقييم نفسك ومنافسيك بدقة، والتعرف على نقاط قوتهم وضعفهم عن قرب بهدف استغلالها لصالحك، بالإضافة لوضع استراتيجية فعالة تساعد على نمو علامتك التجارية.
التجار عبر الإنترنت يتنافسون كثيرًا على تحديد الأسعار، تؤثر هذه المنافسة على الأعمال التجارية الإلكترونية الصغيرة، حيث يمكن للمنافسين المتوسطي الحجم والكبار في كثير من الأحيان تقديم منتجات أقل تكلفة. بالرغم من أن الازدهار في سوق تنافسي ليس سهلًا ولكنه ليس مستحيلًا ويمكنك التغلب على هذه المشكلة بتقديم المنتجات التى يبحث عنها المستهلكون ولن يتمكنون من العثور عليها في مكان آخر بهذه الطريقة التي تقدمها.
أما فيما يتعلق بسياسة الشحن والمرتجعات فعليك أن تضعها في عين الاعتبار؛ لأنها مشكلة حتمية ستتعرض لها من حين لآخر، ولكن يمكنك محاولة التقليل من هذه الظاهرة حتى لا تتكبد خسائر كبيرة عن طريق كتابة سياسات الاسترجاع واسترداد الأموال بشكل واضح ومباشر للعملاء وسهولة الحصول عليها، وربطها بإطار زمني محدد يمكن إرجاع المنتج فيه.
إنشاء المتاجر الإلكترونية اليوم لم تعد بمثابة خيارًا تكميليًا أو ترفيهيًا يقتصر على أصحاب المشاريع الكبرى فحسب، بل أصبح حلًا ضروريًا يلجأ إليه كثير من التجار ورواد الأعمال لمباشرة أعمالهم من خلال الإنترنت، فأصبحت التجارة العالمية تنفق مليارات الدولارات لإعداد استراتيجيات وحملات للتسويق الإلكتروني لما يعود عليهم بالربح والمكاسب الضخمة، فإذا كنت صاحب عمل تجاري سواء سلعي أو خدمي فعليك أن تفكر جديًا في إنشاء متجرًا إلكترونيًا، وذلك لعدة أسباب:
عند الحديث عن الـ e-commerce لابد أن نتطرق لنماذج عالمية ناجحة انتشرت في بلدان العالم المختلفة، واتخذت من التجارة الإلكترونية أساسًا لها وأصبحت من المشاريع العملاقة التي أحدثت طفرة في عالم التجارة، من ضمن هذه النماذج:
منصة Shopify هي منصة إلكترونية متخصصة في إنشاء المتاجر الإلكترونية دون الحاجة إلى وجود خبرة سابقة في مجال البرمجة، ولذلك فهي منصة مناسبة لكل الراغبين في دخول عالم التجارة الرقمية، وهي واحدة من وأشهر وأفضل المنصات التي يعتمد عليها الملايين حول العالم في إنشاء وإدارة متاجرهم الإلكترونية، يمكنك التعرف على أفضل منصات إنشاء المتاجر الإلكترونية من هنا.
Amazon كانت بدايتها متواضعة عام 1994 كمكتبة على الإنترنت لبيع الكتب، ثم توسع بعد ذلك ليشمل الملابس والأثاث والأقراص المدمجة والأجهزة الإلكترونية، وأصبح أكبر متاجر التجزئة القائمة على الإنترنت في العالم من حيث إجمالي المبيعات والقيمة السوقية
متجر ebay واحد من أفضل المواقع الإلكترونية الذى يعمل بمبدأ المزاد، فهو يقوم بدور الوسيط أو الوكيل بين البائع والمشتري، فيُمكن لأي شخص عرض منتجاته عليه بغرض البيع، ويتيح الموقع خيارات متعددة للسعر من أجل مساعدة الطرفين على الوصول لأفضل قرار للشراء.
علي إكسبريس Ali Express هو أحد المواقع الصينية المعروفة في مجال التجارة الإلكترونية والتسوق عبر الإنترنت، تابع لمجموعة علي بابا الصينية المتخصصة في بيع المنتجات بأسعار الجملة للتجار (B2B) والأفراد (B2C) في جميع أنحاء العالم، تم إنشاء الموقع عام 2010 ودخل عالم المنافسة بقوة مع المتاجر الإلكترونية العالمية الشهيرة.
الاعتماد على التجارة الإلكترونية للترويج لمنتجاتك أو خدماتك لا يجب أن يتم بمحض الصدفة، فلكي تضمن نجاح خططك التسويقية الرقمية عليك أن تسير على خطوات ثابتة حددها المسوقون، تبدأ هذه الخطط بدراسة السوق وتحديد القناة المناسبة لمشروعك، سواء باستخدام منصات السوشيال ميديا أو الموقع الإلكتروني أو الإثنين معًا، بالإضافة لتحديد جمهورك المستهدف بعناية ودراسة منافسيك كما ذكرنا من قبل، وهناك بعض الاستراتيجيات التسويقية الذى يجب وضعها في الحسبان لكي تسير على خطى واثقة نحو نمو تجارتك الإلكترونية، أمثلة على بعض الاستراتيجيات:
استخدام الدفع لكل نقرة (PPC) هو النموذج الرئيسي للإعلان عبر الإنترنت للشركات الكبيرة والصغيرة على حد سواء. فهو يساعد على التوسع، ويقدم عائدًا جيدًا على الاستثمار، وغالبًا ما تستهدف إعلانات الـ PPC مساحة إعلانية عبر الإنترنت في محركات البحث أو منصات الوسائط الاجتماعية أو مواقع الويب. تخدم هذه الإعلانات العلامات التجارية؛ لأنها تستهدف المتسوقين الجاهزين للشراء ويمكن أن تؤدي إلى مبيعات أعلى من التسويق الغير مدفوع (Organic).
التسويق بالرسائل القصيرة يهدف إلى إبلاغ المتسوقين بالعروض الخاصة، والعروض الترويجية، والتحديثات والتنبيهات ومعلومات بخصوص المنتج.
فالتجارة الإلكترونية أصبحت حاليًا أنجح صناعة بفضل التسويق بالرسائل القصيرة، يقول حوالي 70٪ من المستهلكين إن الرسائل القصيرة هي طريقة جيدة تستخدمها الشركات لجذب انتباههم، وذلك وفقًا لبحث أجرته Marketo
تحتوي نصوص الوسائط المتعددة على معدل نقر أعلى بنسبة 15٪ (CTR) وتزيد عمليات اختيار الحملات بنسبة 20٪، فإذا كنت تدير متجرًا للتجارة الإلكترونية، فيمكنك استخدام تسويق الرسائل القصيرة من أجل إمداد العميل بالعروض الحصرية والمبيعات الترويجية، بالإضافة لدعم العملاء وزيادة ثقتهم في علامتك التجارية.
يعد التسويق بالمحتوى والتدوين جزءًا حيويًا من استراتيجية تسويق التجارة الإلكترونية الناجحة، فصناعة المحتوى هي أداة تجذب عملاؤك وتبيع منتجاتك، فإنشاء محتوى عالي الجودة مناسب لطبيعة عملك ولرحلة عميلك سوف يجذب الانتباه ويخلق الاهتمام، لا تنشئ محتوى فحسب عليك أيضًا التأكد من وصوله إلى الأشخاص المناسبين في الوقت المناسب، كما أن المحتوى يخلق اتصالًا مستدامًا بين الشركة وجمهورها.
هناك أنواع مختلفة من المحتوى كالمنشورات والمدونات، ومقاطع الفيديو، والنشرات الإخبارية، والرسوم البيانية وغيرها. اتبع قاعدة 80/20؛ يجب أن يركز 80٪ من المحتوى الذي تنتجه على أن يكون مفيدًا، بينما يركز المحتوى الآخر البالغ 20٪ على الترويج لموقع التجارة الإلكترونية الخاص بك.
قم بإعادة استهداف جمهورك المحتمل في حملاتك المستقبلية، الزائرين لموقع الويب الخاص بك وقاموا بتصفح منتجاتك لكنهم لم يشتروا أي شيء، عليك استهدافهم مرة أخرى حتى تتمكن من الوصول إليهم من خلال قنوات متعددة.
قم بلفت انتباههم وأعدهم إلى موقعك بأنواع مختلفة من المحتوى للحصول على فرصة أخرى لإجراء عملية الشراء، يجب أن ينصب تركيزك الرئيسي على بناء تجربة تسوق رائعة من اللحظة التي يهبط فيها العميل المحتمل على موقع الويب الخاص بك حتى يصل إلى صفحة الخروج.
هذه الاستراتيجية لاتتعارض مع استراتيجية التسويق من خلال محركات البحث (SEM)، فإذا كنت ترغب في التوسع والوصول لأكبر عدد من الجمهور المحتمل وتحقيق المزيد من الأرباح عليك أن تستخدم الاستراتيجيتين بالتوازي في نفس الوقت.
فتحسين محركات البحث واحدة من أفضل الطرق التسويقية التي تساعد موقعك على الترتيب والظهور في أعلى صفحة البحث الأولى، وبالتالي تزيد فرصة دخول الزوار المهتمين إلى موقعك الإلكتروني.
ولكي تتمكن من تحسين موقعك الإلكتورني وظهوره في النتائج الأولية عليك أن تقوم بتحديثه باستمرار بمحتوى غني وذو صلة، ويعزز تجربة مستخدم جيدة (UX)، ويتم تحسينه ليكون خاليًا من الأخطاء قدر الإمكان، يجب أن يكون المحتوى داخل موقع الويب الخاص بك غنيًا وموثوقًا به ويوفر معلومات مفيدة وذات صلة بما يبحث الجمهور عنه.
يعد تحسين محرك البحث أحد استراتيجيات التسويق الإلكتروني ذات العائد الكبيرعلى الاستثمار، والأقل في التكلفة، وأثرها التسويقي طويل المدى.
إن امتلاك متجرًا إلكترونيًا، واستغلال المنصات الرقمية لعرض خدماتك أو منتجاتك من خلالها أصبح اليوم من أساسيات التجارة التي لا يجب أن يغفل عنها أي مستثمر أو رائد أعمال، من أجل ترسيخ علامته التجارية في أذهان عملائه، وزيادة نسبة مبيعاته، والتوسع في أماكن متعددة من أجل تقليل مخاطر التهديدات التي تواجه التجارة في المتاجر التقليدية.
فإذا كنت بحاجة إلى شريك للمساعدة في تلبية طلبات التجارة الإلكترونية من متجرك عبر الإنترنت، وتنمية علامتك التجارية، واكتساب عملاء مخلصين وأيضًا رؤى جديدة في التسويق الخاص بك، فنوفر لك في Neop جميع الحلول الإلكترونية والتقنية التي ستساعدك في ذلك في ظل التنافسية الرقمية الشديدة.